الفرق بين الإرشاد والعلاج النفسي _ 1
Table of Contents
يجتمع كل من الإرشاد النفسي والعلاج النفسي في أن كلاهما يعمل على تقديم الخدمات النفسي التي تعمل على مساعدة الأفراد على تخطي الأزمات النفسية التي تعرضوا لها.
لكن عند الحديث عن الفرق بينهما نجد أن الإرشاد النفسي يقوم على تقديم الخدمات من خلال الجلسات الإرشادية سواء الجماعية أو الفردية, وعن طريق الإستناد إلى الاستراتيجات التي نتجت عن النظريات التي تم إثباتها علمياً وإثبات دورها بعيداً عن إستخدام العلاجات العقاقير والأدوية والمهدئات.
وبالنسبة إلى العلاج النفسي فهنا يتم التعامل مع حالات العلاج النفسي بعد التعرض إلى الإرشاد فإن كانت الحالة شديدة وتحتاج إلى أدوية معينة أو عقاقير فأنه يتم إحالتها إلى العلاج النفسي الذي يقوم بدوره بالعمل بشكل موسع وأكبر من الإرشاد النفسي وذلك لإعتباره أوسع وأشمل من الإرشاد النفسي الذي يختصر على تقديم الدعم والإرشاد وتقديم المساعدة للأشخاص المعنيين.
مفهوم الإرشاد النفسي:
يعرف (زهران) الإرشاد النفسي بأنه: عملية واعية مستمرة بناءة ومخططة، تهدف إلى مساعدة وتشجيع الفرد لكي يفهم نفسه ويحللها، ويفهم ميوله واستعداداته وقدراته ونواحي نبوغه ونواحي قصوره المتاحة، واتجاهاته النفسية وخبراته ومشكلاته وحاجاته، وأن يستخدم وينمي كل إمكانياته بذكاء إلى أقصى حد مستطاع، عن طريق مواهبه وذكائه، وفي ضوء معرفته وخبراته ورغبته في عمل ذلك.
وبينما يكون الإرشاد في مضمونه عملية مساعدة بين مسترشد يريد التخلص من مشاكله، ومرشد يكون قادراً على مساعدته، وهو بالنسبة له جدير بالثقة، ودود رحيم به، قادر على تحديد مشكلة المسترشد بالضبط، وبهذا يكون المرشد قد أخذ بيد المسترشد نحو مساعدته ليساعد نفسه بنفسه، دون أي إجبار من المرشد على الإلتزام بأي حلول قهرية، ومن ثم يتم تعديل سلوك المسترشد نحو الأفضل، وطبقاً لما يرغب فيه المسترشد شخصياً.
ويرى (زهران) أن تقبل المرشد للمسترشد يكون كما هو بدون شروط، وبلا حدود، وأمر ضروري يقوم عليه الإرشاد النفسي، لتحقيق العلاقة الإرشادية الطيبة المطلوبة، التي تنتج الثقة المتبادلة في العملية الإرشادية .
ويرى هوبسون أن الإرشاد من الممكن أن يتم على أمثل وجه إذا ما توافرت لدى المرشد القدرات الخاصة التالية:
أن يكون المرشد قادراً على فك غموض عملية الإرشاد، وذلك من خلال توفير الأجواء النفسية الهادئة للمسترشد، وإعطائه المجال لتقديم الأسئلة المفتوحة دون أي شرط أو قيد.
أن تنمو وتتطور العلاقة بين المرشد والمسترشد نحو الأفضل من خلال التقدير والإحترام المتبادل بينهما والذي يبدأ به المرشد عندما يكون المسترشد صريحاً مع نفسه، ومن ثم يكون للمرشد أن يبصره بأموره الخاصة.
عندما يكون المرشد قادر على تأكيد العلاقة الودية بينه وبين المسترشد، فإن ذلك يجعل المسترشد جاهزاً للتحدث بحرية والحديث عن أفكاره وشاعره الخاصة.
عندما يكون المرشد قادر على تقديم الإختيارات والبدائل أمام المسترشد عندما يبدو له أن هناك أفكار أو أشياء غابت عن المسترشد.
عندما يستمر المرشد بتدعيم المسترشد، وأن يكون جاهزاً للعمل على مواجهة المسترشد بالمشاكل والصعوبات التي تواجهه بفاعلية أكبر حتى يراها المسترشد بوضوح أكبر.
مفهوم العلاج النفسي:
هو استخدام الأساليب النفسيّة على شكل تفاعل شخصي منتظم؛ بهدف المساعدة على التغيير والتغلُّب على المشكلات بطريقة مرجوَّة، أيضاً يهدف العلاج النفسي إلى تحسين الفرد من حيث الرفاه والصحَّة النفسية، كذلك يهدف إلى حل وتخفيف السلوكيات والمُعتقدات والدُّوافع والأفكار والعواطف المزعجة، تحسين العلاقات والمهارات الاجتماعية. تُعتبر بعض العلاجات النفسيّة مُسندة بدليل؛ ذلك لعلاج بعض الاضطرابات النفسية. هناك أكثر من نوع مختلف من العلاجات النفسية، بين البعض منها اختلافات بسيطة، بينما البعض الآخر يختلف اختلاف كبير؛ نتيجة استخدام مفاهيم وتقنيات مختلفة من علم النفس. معظم العلاجات النفسيّة تتضمَّن جلسات شخصيَّة تكون من شخص لشخص، أي بين العميل أو المريض والمعالِج، لكن في أحيان أُخرى يتم العلاج في شكِّ الأخصائي النفسي، من الممكن أن يكون لديه خلفيّات أُخرى تُمكِّنه من العلاج، قد يتم التَّرخيص له لمزاولة هذا العمل من الناحية القانونية.
خصائص الارشاد النفسي
الاهتمام بالاسوياء و العاديين و اقرب المرضى الى الصحة و اقرب المنحرفين الى السواء
المشكلات اقل خطورة و عمقا ويصاحبها قلق عادي
حل المشكلات على مستوى الوعي
المرشد يعيد تنظيم بناء الشخصية
المرشد يؤكد نقاط القوة عند المسترشد و استخدامها في المواقف الشخصية و الاجتماعية و يستخدم المعلومات المعيارية في دراسة الحالة
تدعيمي تربوي
قصير الامد عادة
تقدم خدامته عادة في المدارس و الجامعات و المؤسسات الاجتماعية
خصائص العلاج النفسي
الاهتمام بالعصاب او ذوي المشكلات الانفعالية الحادة
المشكلات اكثر خطورة و عمقا و يصاحبها قلق عصابي
التركيز على اللاشعور
المعالج يعتمد اكثر على المعلومات الخاصة بالحالات الفردية
تدعيمي بشكل خاص
الفرق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي:
الفرق الرئيسي بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي فرق في الدرجة وليس في النوع . المسترشد في الإرشاد النفسي سوي ولم يصل إلى حد المرض النفسي، لكنّه في العلاج النفسي مريض يحتاج إلى مراجعة العيادة النفسية لتشخيص مرضه ومن ثمَّ القيام بعلاجه.
المعالج النفسي يعيد بناء شخصية المريض المُنهارة تماماً، أمّا المرشد النفسي فهو الذي يعيد بناء شخصية المسترشد نفسه، عن طريق تبصيره بمشكلته ومساعدته في اقتراح البدائل التي تساعده للخلاص من معاناته.
المرشد النفسي يتعامل مع مشكلات عاديّة لم تصل إلى حد المرض النفسي، لكنَّ المعالج النفسي يتعامل مع مُشكلات نفسية عميقة وحادَّة، تحتاج إلى علاج جاد ومتابعة دقيقه من قبل الطبيب النفسي ومن قبل أهل المريض. المرشد النفسي عادة يعمل في المدارس وفي المراكز ووحدات الخدمات النفسية والإرشادية والجامعات، أيضاً دور المسنين، أمّا المُعالج النفسي فيعمل في العيادات النفسية إمّا بداخل المستشفى أو في عيادات نفسية مستقلَّة، الإرشاد النفسي يحمي الفرد من الوقوع في الأمراض النفسية والانحرافات السلوكيّة، فالوقاية هنا خير من العلاج؛ لأنّ المرشد النفسي يقدِّم برامج وقائية للأسوياء لئلَّا يصبحوا فريسة للمرض النفسي أو الانحراف السلوكي.، لذلك أنتم تلاحظون أنَّ مهمّة المرشد النفسي مهمَّة عظيمة لا تقل قيمته عن أهمية المعالج النفسي أو الطبيب النفسي، العالم المتحضِّر اليوم صار يتجه إلى الإرشاد النفسي أكثر من اتجاهه إلى العلاج النفسي فدرهم وقاية خير من قنطار علاج. الوقاية من المرض النفسي أقل كلفة وجهد من العلاج النفسي، اليوم الأطباء النفسيون يحاولون توطيد علاقتهم بالمُرشدين النفسيين؛ لأنّ المرشدين يقدِّمون له خدمات عظيمة تخفِّف عليهم من أعباء عملهم المرهق .
المرشِد النفسي لا يصرف أدوية نفسية بعكس الطبيب النفسي، الذي هو بطبيعته طبيب تخرّج في كلية الطب، تخصّص في الدراسات النفسية، لديه القدرة على وصف الدواء للمريض؛ لمعرفته بسلبيات الأدوية النفسية، لذلك يجب تحذير المرشدين النفسيين أن يصرفوا للمسترشدين أدوية نفسية بدافع الاجتهاد، إذا قام المريض النفسي بالإلحاح عليهم بطلب الدواء، فيجب على المُرشد أن يوضِّح للمريض ماهية عمله وأنّ صرف الدواء ليس من اختصاصه، ثمَّ يحوِّله بكل لطف للطبيب النفسي متى ما رأى المرشد النفسي أنَّ حالة المريض تستدعي أخذ بعض الأدوية؛ لمساعدته والتخفيف من آلامه أيضاً لأنَّ صرف الدواء من قبل المرشد النفسي من الممكن أن يسبِّب للمسترشد مُضاعفات خطيرة والمرشد النفسي بالغنى عنها.
يمكنكم ايضا الإطلاع علي الإيكولاليا
تواصل معنا علي ال Facebook
التعليقات مغلقة.